التعلم المستمر بطريقة التعلم عن بعد والتعليم المفتوح


التعليم المفتوح سمي مفتوحاً لأنّه يتيح فرص متابعة الدراسة والتعلّم لكل راغب فيه وقادر عليه عقلياً وعلمياً ومعرفياً، بغض النظر عن سنِه ومكان إقامته ومدى تفرُغه للدراسة المنتظمة، وعن قدرته على حضور الدروس والمحاضرات في حرم الجامعة ومشاغل العمل، وعن سرعته وأسلوبه في التعلّم.
ولا يشترط التعليم المفتوح سواء عن بعد او انتساب التفرُغ للدراسة ومتابعة التحصيل ولا الانتظام في الحضور اليومي إلى ا الجامعة.

ولكنها تشترط ما يلي:
  • القدرة على الاستمرار في التعلّم.
  • القدرة على الاستفادة من جلسات التعليم المباشر - في حالة حدوثها-وهي تشكل أحيانا 25-30% تقريباً من الوقت المخصص لكل مقرر)
  • تنفيذ الواجبات والأنشطة التي تتطلبها الدراسة.
  • اجتياز الاختبارات والامتحانات التي تنظمها الجامعة
يرتبط مفهوما التعليم المفتوح (Open Education) ومفهوم التعلّم عن بعد (Distance Learning) في أغلب الأحيان معاً.لأن معظم المؤسسات التربوية التي تتخذ نمط نظام التعليم المفتوح في مبادئها وسياساتها تستخدم التعلم عن بعد بطريقو التعليم الالكتروني في أساليب وطرق تعليمها وتدريسها.فما المقصود بالتعلّم عن بعد؟

التعلّم عن بعد:
هناك عدّة تعريفات للتعلم عن بعد ، و من أبرزها ما يلي :
التعلم عن بعد على انه : (ISCED, 1996: 8):تعرف منمظمة اليونسكو

التعليم والتعلّم الذي يعبر عن جملة من الخدمات والوسائط البريدية والإذاعية والتلفازية والمحوسبة والهاتفية والصحفية، مع نسبة محدودة ومحددة من التعليم المباشر وجهاً لوجه بين المدرس والدارس. ويجري إيصال التعليم بصورة أساسية، عبر وسائط من المواد التعليميّة المطبوعة المعدة خصيصاً لهذه الغاية والمدعمة بالوسائط السمعية والبصرية. و يتضح من التعريف السابق بأنّ هذا النظام التعليمي يعمل على نقل التعليم إلى الطالب في موقع إقامته أو عمله بدلاً من انتقال الطالب إلى مؤسسة التعليم ذاتها. وبذلك، يمكن للطالب أنْ يزاوج، إنْ رغب، بين التعلّم وبين العمل، وأنْ يكيّف برنامجه الدراسي وسرعة التقدم في المادة الدراسية المقررة بما يتفق مع أوضاعه وظروفه. والتعلّم عن بعد قد يكون:

.(Synchronous) متزامن أي يستخدم وسائط التفاعل المباشر بين المدرس والدارسي

أو غير متزامن أي يجري فيه التفاعل بين المدرس والدارسين بصورة غير مباشرة؛ أي بوساطة الحاسوب والفيديو وتبادل الرسائل الصوتية المسجلة، أو عبر البريد والفاكس والبريد الإلكتروني.

أهم الفروق بين نظام التعليم الالكتروني وعن بعد ونظم التعليم التقليديّة:

في نظم التعليم التقليدية ينتقل الطالب إلى المؤسّسة التعليمية للاستماع إلى المحاضرات بصورة مباشرة ومنتظمة؛ ولا يتم ذلك في نظام التعليم المفتوح إلاّ في حدود ضيّقة تفرضها الظروف.

يتسم نظام التعلّم عن بعد بأنه أكثر مرونة؛ حيث يستطيع طلبة الجامعة اختيار البرامج كل حسب قدرته على التعلّم واهتماماته وظروف حياته وعمله من دون أية شروط مسبقة تتصل بالفترة الزمنية المسموح بها للانتهاء من البرنامج. أمّا نظم التعليم التقليدية فهي تشترط الحضور، وتلزم الطلبة ببرامج جاهزة ينبغي الانتهاء منها في فترة زمنية محددة؛ أضف إلى ذلك أنها لا تراعي التباين بين الطلبة من حيث القدرات والاهتمامات فيما تستخدمه من وسائط التعلّم وطرائقه ومواعيده.

تمتاز نظم التعلّم عن بعد، بأنّها توظف وسائط عديدة لنقل الفرص التعلّمية إلى مكان وجود المتعلم، إضافة إلى توفير فرص الالتقاء المباشر المتمثل في اللقاءات الفردية والجماعية والمحادثة الإلكترونية والمؤتمرات الإلكترونية. وفي المقابل نجد نظم التعلّم التقليدية مقيدة بالتفاعل المباشر والاستخدام المحدود للتقانات الحديثة. تلعب الجامعة في إطار نظم التعلّيم الالكتروني والتعليم عن بعد دوراً مهماً في عملية تطوير المواد التعليميّة، حيث يتم إعدادها بصورة تنسجم مع أهدافها وغاياتها من جهة، كما تنسجم مع خصائص المتعلم وسماته وظروفه، وتسلم نفسها للدراسة الذاتية من جهة أخرى. وفي المقابل نجد أنّ نظم التعلّم التقليدية تتبنى المواد التعليميّة التقليدية الموجهة للطلبة عامة بغض النظر عن عوامل التباين بينهم ولا توفر للطالب ما يعينه على التعلّم الذاتي. أثر التغيرات المعاصرة في مجال الاتصالات على أنماط التعليم والتعلّم شهدت نهايات القرن العشرين وبدايات القرن الحالي تطورات كبيرة في مجال الاتصالات، ومن ضمنها شبكات الحواسيب والتواصل بوساطة الأقمار الصناعية ومحطات التلفزة الفضائية. وأثرت هذه التحولات العميقة في طرائق انتقال المعرفة والمعلومات خلال وسائط التواصل المتاحة في المجتمع. كما أنّها أثرت في مضمون المواد التعليميّة وأساليب عرضها؛ حيث لم تعد الكلمة المكتوبة هي السبيل الوحيد لانتقال المعرفة. وقد تزامنت هذه التطورات مع التوجهات التربوية الحديثة التي دفعت ميدان التربية باتجاه التعليم المفتوح والتعلّم عن بعد، بهدف توظيف هذه التقنيات في تطوير منظومة التربية والتعليم من ناحية وزيادة فرص التعلّم التي تواكب التغيرات التي طرأت على حياة الدارس من ناحية أخرى. وباتت الأقمار الصناعية وشبكات الحاسوب في خدمة الدارس، واستطاعت أنْ تشكل إضافة نوعية إلى جملة الوسائط الأخرى التي خدمت منظومة التربية والتعليم. وفي إطار التفاعل النشط بين التقنيات الحديثة والتوجهات التربوية الجديدة نشأت المؤسسات التربوية الافتراضية، مثل:

الصفوف التخيلية Virtual Classroom

الجامعات الافتراضيّة/ التخيّليّة Virtual University

المكتبات التخيّليّة Virtual Library

المواقع الإلكترونية التي توفر المواد التعليميّة المحوسبة. وان التغير الذي حصل في مجال التواصل، ومن ثم التعلّم، تجاوز بكثير تنوع سبل الاتصال وتكاثرها أو تعاظم حجم المعلومات المتاحة، إلى تغير نوعي ينطوي، من بين ما ينطوي عليه، على الانتقال إلى نمط جديد في الاتصال يتسم بتعدد وسائطه وتزامنها وبالتفاعل الحي بين مصادر المعلومات أو المعرفة، وبقدر أكثر من المشاركة بين المتعلم والوسيلة، في عملية التعلّم. وهذا ما يحققه التعلّم عن بعد باستخدامه وسائط التعلّم المتنوعة والدمج بينها بشكل وظيفي تكاملي يحقق تعلماً تشاركياً تفاعلياً لا يقل قوة وربما يزيد عن قوة التعلّم التقليدي الذي تقدمه مؤسسات التعليم والتدريب المقيمة.

في ضوء ما تقدم نخلص إلى القول: لقد ساعدت التقنيات الحديثة على إثراء التربية والتعليم، وانعكست بإيجابياتها على تنوع المحتوى وعمقه وطبيعة التفاعل مع المتعلم وهذا بدوره انعكس على نتائج التعليم المفتوح والتعلّم عن بعد.